كلمة رئيس هيئة التقييس الخليجية بمناسبة اليوم العالمي للمواصفات 2025

تحت شعار “رؤية مشتركة لعالمٍ أفضل: الشراكات من أجل تحقيق الأهداف”
تُشارك هيئة التقييس لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الأسرة الدولية للتقييس من هيئات ومنظمات وطنية وإقليمية ودولية الاحتفاء باليوم العالمي الخامس والخمسين للمواصفات، الذي يُصادف الرابع عشر من أكتوبر من كل عام، وهو ذكرى تأسيس المنظمة الدولية للتقييس (ISO) في 14 أكتوبر 1947م، والذي بدأ الاحتفال الرسمي به عام 1970م.
وفي هذا اليوم، تحتفل كلٌ من المنظمة الدولية للتقييس (ISO) واللجنة الكهروتقنية الدولية (IEC) والاتحاد الدولي للاتصالات (ITU) بهذه المناسبة، تقديراً لجهود آلاف الخبراء في مختلف دول العالم الذين يساهمون بجهودهم وخبراتهم في تطوير المواصفات القياسية الدولية التي تمس حياة الإنسان في مختلف المجالات.
ويُركّز الاحتفال هذا العام على الهدف السابع عشر من أهداف التنمية المستدامة، “الشراكات من أجل تحقيق الأهداف”، تأكيدًا لأهمية التعاون الدولي والتكامل بين كافة الأطراف لتحقيق التنمية المستدامة.
وبهذه المناسبة، يطيب لي أن أرفع أسمى التهاني وأصدق التمنيات إلى أجهزة التقييس الوطنية في الدول الأعضاء، والمنظمات الإقليمية والدولية ذات العلاقة، وجميع العاملين في مجال إعداد وتطوير المواصفات القياسية، عرفاناً وتقديراً لجهودهم الكبيرة في دعم مسيرة التنمية المستدامة وتعزيز جودة الحياة.
لقد تبنّت هيئة التقييس، منذ انطلاقتها عام 2004م، نهجًا استراتيجيًا يرتكز على بناء شراكات فاعلة ومستدامة مع الجهات المعنية على المستويين الخليجي والدولي، إيمانًا بأن العمل الناجح لا يتحقق إلا بروح التعاون والتكامل.
وتعدّ الشراكة الوثيقة مع أجهزة التقييس الوطنية في الدول الأعضاء أحد أبرز ركائز عمل الهيئة، حيث تتولى الهيئة توحيد أنشطة التقييس المختلفة، ومتابعة تطبيقها والالتزام بها، بالتنسيق مع الأجهزة الوطنية، بما يسهم في تنمية التجارة البينية، وحماية المستهلك والبيئة، ودعم الاقتصاد الخليجي.
كما حرصت الهيئة على توثيق علاقاتها بالمنظمات الدولية والإقليمية ذات الصلة، من خلال اتفاقيات تعاون وشراكة مع عددٍ من أبرز الجهات مثل: ISO، IEC، ITU، CODEX، CEN، ICC وغيرها، الأمر الذي مكَّن الهيئة من تبادل الخبرات، وتنسيق المواقف الفنية، والمشاركة الفاعلة في تطوير المواصفات القياسية الدولية، وتعزيز حضور الدول الأعضاء في خارطة التقييس العالمية.
وتولي الهيئة اهتماماً كبيراً بتطوير المواصفات القياسية واللوائح الفنية الخليجية في مختلف القطاعات، من خلال اللجان الفنية العامة والفرعية التي تضم ممثلين من أجهزة التقييس الوطنية، إلى جانب مشاركة الأطراف المعنية من الجهات الحكومية والخاصة والأكاديمية، بما يعزز مبدأ المشاركة والتكامل.
وتسهم المواصفات القياسية واللوائح الفنية في بناء القدرات وتبادل المعرفة، من خلال إعداد أطر تدريبية ممنهجة للكوادر الفنية، وتهيئة بيئة عمل مشتركة لتبادل الخبرات في مجالات متعددة مثل الطاقة والبيئة والتقنيات الحديثة، مما يعزز كفاءة الأداء ويدعم تطوير الحلول المستدامة.
وختاماً، نؤكد في هيئة التقييس التزامنا الراسخ بمواصلة بناء وتعزيز الشراكات الفاعلة، إيماناً بأن التقييس جهدٌ جماعي لا يتحقق إلا بالتعاون والتكامل بين مختلف الجهات الوطنية والإقليمية والدولية، سعياً نحو مستقبلٍ أكثر جودة واستدامة.
ولا يفوتني في هذه المناسبة أن أعبّر عن بالغ التقدير والعرفان للمنظمات الدولية والإقليمية والوطنية على ما تبذله من جهود مشهودة في خدمة التقييس، كما أتوجه بخالص الشكر إلى جميع منسوبي هيئة التقييس الخليجية وأجهزة التقييس الوطنية بالدول الأعضاء، وإلى كل من يدعم مسيرة التقييس الخليجي والعالمي. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.