كلمة الأمين العام لهيئة التقييس بمناسبة اليوم العالمي للمواصفات 2018

أكتوبر 10, 2018
 
كلمة الأمين العام لهيئة التقييس بمناسبة اليوم العالمي للمواصفات 2018
 

كلمة سعادة الفاضل/ سعود بن ناصر الخصيبي

الأمين العام لهيئة التقييس لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية

بمناسبة اليوم العالمي للمواصفات

14 أكتوبر 2018م

تحت شعار “المواصفات القياسية الدولية.. والثورة الصناعية الرابعة

تُشارك هيئة التقييس لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الهيئات والمؤسسات المماثلة في دول العالم الاحتفال باليوم العالمي التاسع والأربعين للمواصفات، الذي يصادف الرابع عشر من شهر أكتوبر من كل عام، وهو ذكرى تأسيس المنظمة الدولية للتقييس (ISO)، الـتي أنشئت في 14 أكتوبر 1947م، وقد تم اختيار “المواصفات القياسية الدولية والثورة الصناعية الرابعة” ليكون شعاراً لهذا العام.

وكل عام في 14 أكتوبر، يحتفل أعضاء المنظمة الدولية للتقييس (ISO)، واللجنة الدولية الكهروتقنية (IEC)، والاتحاد الدولي للاتصالات (ITU) باليوم العالمي للمواصفات كمبادرة جماعية للإشادة بالجهود المشتركة التي تبذلها هيئات التقييس وآلاف الخبـراء والمتخصصون من جميع أنحاء العالم للمساهمة في إعداد وتطوير المواصفات القياسية الدولية، ويركز على أحد المجالات المهمة ذات العلاقة بالتقييس.

وبهذه المناسبة أصدرت المنظمات الدولية الثلاث كلمة سلطت فيها الضوء على دور المواصفات القياسية في ظل الثورة الصناعية الرابعة؛ ودورها في الانتقال إلى عصر جديد من التكنولوجيا الناشئة في عدد من المجالات، ومنها الروبوتات، والذكاء الاصطناعي، وتكنولوجيا النانو ، وإنترنت الأشياء، والطباعة ثلاثية الأبعاد، والمركبات المستقلة.

إن المواصفات القياسية وسيلة قوية وآمنة لضمان تحقيق السلامة وتقليل المخاطر في مختلف المجالات. وعلى سبيل المثال، تحافظ المواصفات القياسية المتعلقة بالأمان على أمان بياناتنا في أجهزتنا الشخصية وأجهزة المنظمات التي نعمل لديها، كما تحد من قرصنة البيانات، بالإضافة إلى دورها في تسهيل معايير الأمان والسلامة للإنسان الآلي لكي يتفاعل مع البشر.

ومثلما لعبت المواصفات القياسية الدولية دوراً كبيراً خلال الثورة الصناعية الأولى قبل 250 عاماً، فإنها بالتأكيد سوف تلعب أيضاً دوراً حاسماً في الثورة الصناعية الرابعة.

ففي الثورة الصناعية الأولى في القرن الثامن عشر، أدى الانتقال من العمل اليدوي إلى الآلات وعمل المصانع إلى زيادة الحاجة إلى المواصفات القياسية. واليوم، تلعب المواصفات القياسية -مرة أخرى- دوراً رئيسياً في الانتقال إلى عصر جديد، كما أن سرعة التغيير التي نشهدها تعتمد على المواصفات القياسية. ولذلك يعتمد المبتكرون على المواصفات القياسية -كتلك التي تصدرها IEC، ISO وITU – أو التي تصدرها الهيئات الإقليمية الأخرى مثل ASTM و هيئة التقييس لدول مجلس التعاون GSO، وكذلك المواصفات القياسية الوطنية في الدول لضمان التوافق والتشغيل المشترك بحيث يمكن تبني التقنيات الجديدة بسلاسة.

لكن هذا التسارع في وتيرة التغيير الذي جلبته الثورة الصناعية الرابعة له تحديات كبيرة؛ حيث ستتولى الروبوتات والذكاء الاصطناعي المزيد من المهام التي قام بها الإنسان من قبل، كما أن التصنيع الإضافي (المعروف بالطباعة ثلاثية الأبعاد) سيغير الطريقة التي نصنع بها السلع، وسيعطينا القدرة على “طباعة الأشياء” في المنزل، وبما أن كل شيء من الطائرات إلى أجهزة مراقبة الأطفال سيكون متصلًا رقميًا، فإن قابلية تأثر البيانات والنتائج المترتبة على انتهاكها واختراقها تزداد بشكل مضاعف. وهذه ليست سوى بعض من الأمثلة على القضايا التي يقدمها جيل جديد من التقنيات الذكية التي تتميز بالبيانات الكبيرة، والتكامل المتزايد، والتخزين السحابي، والاتصالات المفتوحة للأجهزة، وغيره.

لقد بدأت الثورة الصناعية الرابعة، ولكن من أجل استثمار كامل إمكاناتها لتحسين المجتمعات، فإن هناك حاجة إلى إصدار مواصفات قياسية جديدة وكذلك تطوير المواصفات القياسية الحالية لمواكبه هذا التطور.

ومواكبة لهذه التطورات تعمل هيئة التقييس لدول مجلس التعاون منذ إنشائها وبالتعاون مع أجهزة التقييس الوطنية بالدول الأعضاء ومن خلال شراكاتها المستدامة مع مختلف المنظمات الدولية والإقليمية العاملة في مجال التقييس إلى إعداد وتطوير المواصفات القياسية واللوائح الفنية وإصدارها كمواصفات قياسية ولوائح فنية خليجية موحدة، ومنسجمة مع الممارسات الدولية، بما يخدم الدول الأعضاء بهدف تطوير قطاعاتها الإنتاجية والخدمية وتسهيل التبادل التجاري، وحماية المستهلك والبيئة، وكذلك تشجيع الصناعات والمنتجات الوطنية بما يحقق دعم الاقتصاد الخليجي، وقد بلغ مجموع المواصفات القياسية واللوائح الفنية الخليجية التي صدرت عن الهيئة حتى الآن أكثر من 23 ألف مواصفة قياسية ولائحة فنية خليجية.

وفي الختام.. لا يسعني بهذه المناسبة إلا أن أشيد بالجهود الكبيرة التـي تبذلها المنظمات الدولية والإقليمية والوطنية في مجال التقييس، كما أتوجه في هذه المناسبة بالشكر والعرفان إلى جميع العاملين في مجالات التقييس وأنشطته المختلفة في الدول الأعضاء، وكل الداعمين للهيئة وللتقييس بكافة أنشطته ومجالاته.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

للتواصل مع المركز الإعلامي

هاني الأديمي Media and Marketing Specialist
+966 11 520 8022   +966 53 009 0109   alademi@gso.org.sa
X

 

نحن نرحب بتعليقاتك!

شكرا لتصفحكم موقعنا. ساعدنا على تحسين تجربتك من خلال إجراء استطلاع الرأي القصير.

بالنقر على نعم، ستتم إعادة توجيهك إلى صفحة الاستبيان.

 
نعم   لا شكرا